You will not be able to stay home brother you will not be able to plug in, turn on and drop out you will not be able to lose yourself on skag and skip skip out for beer during commercials Because the revolution will not be televised The revolution will not be televised the revolution will not be brought to you by xerox in 4 parts without commercial interruption The revolution will not show you pictures of Nixon blowing a bugle and leading a charge by John Mitchell, General Abrams and Spiro Agnew to eat hog moss confiscated from a Harlem sanctuary The revolution will not be televised The revolution will not be brought to you by the Schaefer Award Theatre and will not star Natalie Wood and Steve McQueen or Bullwinkle and Julia The revolution will not give your mouth sex appeal The revolution will not get rid of the nubs The revolution will not make you look five pounds thinner because The revolution will not be televised brother There will be no pictures of you and Willie Mays pushing that cart down the block on the dead run or trying to slide that color television into a stolen ambulance NBC will not be able to predict the winner at 8:32 or the count from 29 districts The revolution will not be televised There will be no pictures of pigs shooting down brothers in the instant replay There will be no pictures of young being run out of Harlem a rail with a brand new process There will be no slow motion or still life of Roy Wilkens strolling through Watts in a red, black and green liberation jumpsuit that he had been saving for just the right occasion Green Acres, The Beverly Hillbillies and Hooterville Junction will no longer be so damned relevant and women will not care of Dick finally gets down with Jane on Search for Tomorrow because black people will be in the street looking for a brighter day The revolution will not be televised there will be no highlights on the eleven o’clock news and no pictures of hairy armed women liberationists and Jackie Onassis blowing her nose The theme song will not be written by Jim Webb, Francis Scott Key nor sung by Glen Campbell, Tom Jones, Johnny Cash, Engelbert Humperdinck of The Rare Earth The revolution will not be televised The revolution will not be right back after a message about a white tornado, white lightning, or white people You will not have to worry about a germ in your bedroom, the tiger in your tank, or the giant in you toilet bowl The revolution will not go better with Coke The revolution will not fight germs that can cause bad breath The revolution WILL put you in the driver’s seat The revolution will not be televised, will no be televised will not be televised The revolution will be no re-run brothers The revolution will be live—
الاثنين، 18 يناير 2010
أقرأ : (البلاد التي يخيفها ضحك أبنائها : أروى عثمان)
الى سيد الضحك : الفنان فهد القرني في بحثه عن الله ,
"... أخبريهم أني أحبهم وأشتاق إليهم، وأنهم لا يغيبون عن خاطري لحظة. علميهم كيف يتمردون على نفسية العبيد بالإيمان. ازرعي الحرية فيهم واغرسي فيهم حب الوطن، واخبريهم أين يجدون الله... لتستمر الحكاية".
< فهد القرني في رسالة إلى زوجته – صحيفة "الصحوة". وأنا أتابع المشهد الغرائبي للزمن الخرافي، للوطن الأكثر خرافة، الأكثر أسطرة مجنونة، الأكثر وخزاً وإيلاماً، الأكثر باقتدار أن يطفئ بلمح البصر كل ما هو باسم وضاحك... هذا المشهد المتعاظم غرائبية لما تعرض له الفنان الساخر فهد القرني، جنحته أو جريمته أنه يَضحك ويُضحك فقط، لا غير، في بلاد تتعشق المآتم والندب، والثارات، والانتقامات، كدورة دموية تسري في شرايينها، ففي كل طريق ضربة، قتلة، لطمة، دكمة، دهفة، زبطة، طعنة... وكلها تحدث "من غير عنا"، أو مقدر ومكتوب، فيهمز حارس الضربات ببندقيته زاعقاً وبسادية: "ما تدري" موته مُسجل باللوح المحفوظ، من يوم ما كان الآدمي مضغة"! هذا البلد، بلدنا، وبلد فهد، وأنس وأويس وأمهما، يغتاظ من انفراج الشفاه وإطلاق نهدة التنفيس. بلاد تخذل الفرح، وإن بدأ من الكوى والنوافذ المواربة. وطن ينهزم من أول ضحكة، يتكسر من إطلاق نكتة. بلد لا تفتح فيه الأفواه إلا "بالروح بالدم"، أو تتغنى بـ"المعجزات". وطن تخافه دموع الفرح، وتريحه دموع الثكالى، وشهوة الانتقام والقوارح. إنها بلاد لا تتنفس إلا بالدموع والحزن. وطننا سيد البؤس والشقاء بامتياز، نعشقه ولا يعشقنا، ندغدغه بأشجاننا فيخزق بأصابعه عيوننا، نسكب أحرف قصائدنا لهوائه وترابه وذاكرته، ويذيبنا بانصهارات معادن "التقوى"، ويشوينا بجحيمه. إنه لا يحبنا، بل ولا يدري حتى "أين... الكلاب" على حد التعبير الشعبي. أظنه لو كان (فهد) مسلحاً مثل طواويس، و"طهوش" الوطن، متأبطا ومزينا ومتقفزا بعُدة الدولة من الأسلحة الفتاكة وبوارج حربية، وبوازيك، وطيران... فلن يعتّب باب السجن، بل سيتقلد المناصب طريق طريق، و"عر" لواحد مظلوم يقرب نحوه، فالحراسة المفخخة تشتغل 24 ساعة، ثكنات عسكرية مكوكية، ثكنة مزنجرة في مقيله، وثكنة أخرى بسلالم ودهاليز قصره، وأخرى داخل تنور مطبخه، وثكنات متفرعة بالبوابة، وعند الشذروان والمسبح، وفيالق وكتائب تحرسه في أول الشارع ومنتصفه، وعلى أسطح الجيران، وعشرات الثكنات المفخخة بأحزمة ناسفة تحت وسائده. هذا الرعب المسترسل الذي أصبح هوية "الوطن"، وهوية "الأمة" والوحدة والديمقراطية. فكيف لا نضحك؟! وكيف لنا إلا أن نسخر، ونسخر...؟! ولأنه (فهد) لا يملك إلا الضحك، فإن ما يقوم به يعد هتكاً لروح الوطن، والعبث بسيادته، وأمنه واستقراره، وأخطر مهدد للهويات، وربما يكون عميلاً للعديد من الدول التي تريد الفتك بالوطن! ستكون النكتة القادمة في وطن الميليشيات العاصفة: "واحد ضحك، حبسوه
رسالة قوية، بل من أقوى الرسائل التي قرأتها، وتأثرت بها حد البكاء والألم، وهي رسالة الفنان فهد القرني إلى زوجته. رسالة وجدانية تهز النفوس، يقول إن الله ليس هو ذاك المطلق؛ الله يجده في إطعام المساكين، وإقامة العدل، ودحض الظلم، حيث الانكسار والمعسرين. هناك الله.
فعار على نظام وحكم يدلف بعد أيام إلى عقده الرابع (!) أن تخيفه ضحكة، وتخيفه نكتة ساخرة، لا يملك القرني سواها! عار أن يسجنه ويشرده عن أنس وأويس وزوجة ملتاعة لا تعرف مصير زوجها.
كيف سيكون حال أسرة تقتات على الضحك، حتى لا تتورم وتنفجر، وقد ذهب عنها سيد الضحك، معلم الضحك، في كيف يضحك الفقراء والبائسين؟!
إن لغة المؤانسة، والأُنس لا تتفق مع أجندة ودساتير "اليسك"، يسك المليشاويات القابضة على الروح، والشفاه ومجرى العيون.
كيف نبدد عتمة هذه البلاد التي فجرتم كبدها؟ أن نبدد كمدنا بالضحك، ولا نملك سواه. قطر حديد المعدمين 22 مليون إلا... الملاحقين بالفواجع المباغتة والمباشرة من حكومة لا تجيد إلا الرقع.
حكومتنا! أوقفي سعار الكتمة، واجعلينا -وذلك أضعف الإيمان- نضحك، هو أجدى لك، ولنا.
أوقفي حصار وخنق الضحكات.
أوقفي مسلسل اعتقال فنانيك، ومثقفيك، وكُتّابك؛ فهم الوحيدون الوجه الأجمل لبلاد اسمها اليمن (...) لا أستطيع أن أكتب كما عودتنا كتب المدرسة، وحصص التعبير: اليمن السعيد. فعفواً!
افرجي عن سيد الضحكات والأعين المشرورغة بدموع الضحك: فهد القرني.
• "معركتي ليست مع محرمي الموسيقى. معركتي مع من يحرمون الحياة على البسطاء".
• "أعلم الناس عبر مدرسة الضحك معنى الحرية".
• "ليس هناك مجون أكثر من الفساد، ومصادرة حرية الناس".
التوقيع: سيد الضحك
فهد القرني
كيف تشوفوووووووووووووا؟!
أقرأ : (الفاحشة.. لا تأتي من البحر يا جني : أروى عثمان)
> إلى نساء البحر: الحداثة.. الفن.. الجمال.. الحياة... في عدن والحديدة.
كثر في الآونة الأخيرة ترصد المواطنات والمواطنين من أبناء اليمن، في حياتهم، وأمور معيشتهم، خصوصاً في مدن البحر: عدن والحديدة، لتمتد إلى قلب العاصمة صنعاء، وتعز، ومنها إلى المدن الأخرى، بزعم أن "الفاحشة والمنكرات، تأتي من البحر"، والترويج لشرعنة ما تقوم به جماعات "الفضيلة والتصدي للمنكر"، ومسميات أخرى تسندها الحكومة وجهاز أمن الدولة وخلافه ليبدأون بحملاتهم التفتيشية تحت الأسِرَّة، والوسائد، وقبلها في عقولنا وقلوبنا، ونبضات أوردتنا.
ولا أدري ما هي المعايير التي استندوا إليها في الحكم: "الفاحشة تأتي من البحر"، لماذا، مثلاً، لا تأتي من الصحراء، حتى لو كانت مهبط الديانات السماوية، وموطن الكعبة المشرفة والمدينة المنورة. ثم أي حق يستندون إليه ليبدأوا بحملات التفتيش والتقتيل اليومي الفاضح الذي نسمع دويه في مدن البحر الحديدة، وعدن، وكل المدن الأخرى، بل ووصلت "برخثتهم" المخلبية إلى أقاصي الريف اليمني، وإلى "حر"/ "سَفِلْ" جدتي آمنة، ليحصوا أنفاس "القراش" ونوعية الحشيش الذي تأكله، ونوعية المسقى الذين تشرب منه، وعلى أي جنب تنام، وفي أي حيد تختبئ، ومخارج أصوات ثغائها، وأيهما أكثر عورة: بعاااااع، أم ماااااااااااء؟!
التفتيش في سجلات دعاة "الفضيلة"، سجل فاضح بكل ما تعنيه الكلمة، هكذا تحدثت الصحف، المواقع الإلكترونية.
اليمن أرضاً وإنساناً تصنع اليوم تاريخاً جديداً قديماً: إخفاقات دموية في صعدة وكل اليمن، وحروب طاحنة حتى في المدارس، والوزارات، وأماكن العمل، والمؤسسات، كل البلاد تنتفض جوعاً وعطشاً، وخوفاً من المستقبل "الفضيل" الذي تنتهي إليه اليمن، لتغطي حكومتنا الدمار الحقيقي للبلاد، "بالنحنحة" الهستيرية، بواسطة هذه الجماعات التي لها طرف وضلع في كل ما يحدث في البلاد من انفلات ودمار حقيقي، من المسجد إلى المدرسة، إلى لقمتنا وهوائنا، وغرف نومنا.
أيتها الحكومة وأجهزة الدولة، المبجلون، كلكم، افرداً وجماعات: لا تلصقوا دمار ما خلفتموه من دمار اقتصادي، سياسي، اجتماعي، ثقافي، نفسي، وتهتك للقيم الإنسانية، بانهيار الأخلاق والإتيان بالفواحش، ولأننا ابتعدنا عن كتاب الله وسنة رسوله؛ هذا الصولجان القاتل أثبتت تاريخ الشعوب كافة أنه مفلس، ويفضي إلى مزيد من الدم، والذي سنصبه نحن وأولادنا، نقتل في بعضنا، ونتجسس على بعضنا، ونأكل لحم بعضنا أحياء وأمواتاً، لأجل تسويق وهم الفضيلة/ المقصلة.
لا تستغلوا أمية وجهل المواطنين ليرددوا كالقطيع، ما يفرزه الإعلام والمساجد، والمدارس، والشارع. فالفاحشة تأتي من الفقر، والفقر هو ما يأتي بالفاحشة، الجوع، وألا أمان، الجهل والأمية والتوحش والجريمة، حتى لو استطال بنيان الجامعات والمعاهد، علمانية أم دينية، واستطالت وتوسعت وارتفعت المآذن المزخرفة، حتى لو كان هناك مليون مسجد "الصالح" داخل حارة واحدة، وحتى لو كان معنا مليون كعبة في مكة وغيرها.
الفاحشة هي ما يمارس في طول البلاد وعرضه من النهب والفساد، وفساد السلطة والقضاء، وفساد القائمين على المسجد والمدرسة.
الفاحشة تأتي من التهام المتنفسات والحدائق، من الجولات، وجموع الجائعين من مختلف الأعمار والأجناس من يمسحون السيارات، و"يشحتون"، ويبيعون الهواء أجسادهم العارية.
الفاحشة لا تأتي من البحر يا جني! ويا علماء "الفضيلة والنهي عن المنكر"! ويا أمن! ويا ضباط! ويا حجري! ويا محافظ الحديدة! ويا محافظ عدن!
المنكر والفاحشة هو عدم وجود المسرح، والسينما، والغناء والرقص، والمهجل، وكرنفالات الفرح في الحدائق والشوارع.
المنكر والفاحشة أن تحولوا حياتنا البائسة فقراً وجوعاً وأمية، إلى عورات، كل عورة أكبر من أختها، وكل خطيئة أخطر وأفتك من الأخرى، وبدلاً من أن نخرج من قماقمنا نجلس داخل قماقم العورات المتضخمة السادية المتوحشة.
وأنا أقرأ وأتابع حملات التفتيش داخل الأجساد والأوردة، وضربات القلب، من قبل حراس وعسس الأوردة والمسامات والخلايا، خصوصاً الأنثوية، كانت الحملات على أشدها من قبل عام والحملة الأشرس في مدينتي عدن والحديدة، فيقولون إن البحر يأتي بالمفاسد والرذائل، ولذا ساطوا النساء لاقتيادهن وقذفهن في غياهب السجون، ويجب أن يبرزن عقود الزوجية، وأن يُعرف بعض المعارف بأن الذي تمشي معه من المحارم، لقطوا كثيرا من الفتيات والشباب من السواحل، وقالوا إنهم كانوا يقومون بعمل فاضح. ولم ندر منذ متى كان البحر فاضحاً، وهو يكتم كل الانتهاكات ضده، يصبر على تقطيع أوصاله من قبل تلك الجماعات اللصوصية، ينتهك بأسماكه وبمياهه، بشعبه المرجانية، بكل كائناته وتفاصيله! منذ متى كان البحر يجلب الفضائح، وأنتم تلتهمونه في وضح النهار أمام الله والناس، أجرتموه، وامتصصتم كل ما منحه الله من ثرواته، حتى أصبحنا بلا بحر، سوى بحر الدمار والخراب، فمن هو الجالب للفضائح يا جني!؟
الغريب أن الأستاذ الحجري الذي كان أبوه من المسؤولين الكبار لدى صاحب الدعوة الأولى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أواخر أيام الإمام في القرن المنصرم، جاء ليواصل مجد أبيه (الفاضل) بعد أن حول مدينة تعز ونسائها اللواتي كن الأكثر إشراقاً وتنوراً، إلى متسولات. وتتذكر أيها المحافظ، وجوه مدينتها: أمة العليم السوسوة، وجميلة علي رجاء، ومنى علي، وسعاد القدسي، وفاطمة أبو بكر، نورية، وأمة الرزاق حُمد، فتحية، وأروى بهران، وأمل الباشا، وسعاد العبسي، ورحمة حجيرة... وكل الناشطات والأديبات والفنانات، وحولتهن إلى "جواني" فحم يحركها الخوف متدثرات بالآخرة. كذلك مدارس تعز حولتها إلى معاقل التخصيب الإرهابي. فبالله عليك! ماذا ورثت من والدك، وكيف تواصل مسيرة التراث والتاريخ الأسود في مدينة إب الآن.
ألا يكفيك أيها الجني وآباء "الفضيلة" القادمة من بطون الخراب أن ماء البحر لا يلمس أجساد النساء، وأنه لو نزلت بناتنا ونساؤنا البحر ينزلن بترسانة الفضيلة من الشرشف والنقاب، وأكياس اليد، "جوانتي أسود"، والعقل والروح، لتشوى أجسادهن بالحر والملوحة، وقبلها الشواء الحقيقي "فضيلتكم"، فماذا يريدون بعد؟!
قيل إن الأستاذ داود الجني هو وبعض من ميليشاته، من يتزعم الفتك بحوريات البحار حتى لو كن منقبات، وأنه الراصد لمد وجزر البحر، يفتش في بطون الأسماك عن المنكرات والرذائل، وهم الآن يغوصون في بحار عدن والحديدة، ليضعوا مراسيم وصكوك عدم اختلاط، ما تبقى من الأسماك الخائفة، ذكوراً وإناثاً، حتى الجمبري يقشعون بيوضه في إقامته الجبرية، وأبو مقص، والشعب المرجانية، والشروخ، شرخوها، ودمروها بالديناميت لاختلاطها ببعضها بلا حياء ولا حجاب، بل لقد رأوا "مرجان ومرجانة" قبض عليهما، وهما يتجولان في أعماق البحر، أبرزوا كروت العشق والمحبة. ولأنهم كذلك قضي عليهم، وأكثر قضي على "مرجانة" لأنها هي أداة الفسق والفجور، وهي التي أغرت "مرجان" بالتجوال.
ثقافة البشرية الأولى يا جني تعرف أن الجن كانوا رفاق الإنس، وكيف كان البحر مكانا للتآلف بين الكائنات وحوريات. عرف آباؤنا وأجدادنا آلاف الحكايات والخرافات التي من شدة تداولها صُدقت، وأصبحت كأنها حكايات واقعية، عن البحر، وأساطير البحر تشي بالأُنس والارتباط الروحي بين الإنس والجن، وكيف سجلت أدبيات العشق الملتهبة بين الجنيات والبحارة الإنس، وحوريات البحر، وعن الصداقات والعهود والوفاء بين تلك الكائنات! وكيف كانت الأغاني والموسيقى والرقص والشعر بين هذه الكائنات أداة التآلف والمحبة!
فكيف يقول الجني بعكس ذلك، وهل هو من الجن الأشرار، عندما قال إن البحر يأتي بالفاحشة. ارجع إلى ذاكرة والدك وجدك، ياجني، سيقول لك من هو البحر، وكيف صاغ التاريخ الاجتماعي والاقتصادي وهم في بلاد "الغدرة" جميعهم مروا من البحر.
ثقافة البحر ليست الجحيم، كما أنه ليس بالشيطان، البحر يأتي بالتنوع والاختلاف، البحر يأتي بالتسامح والتعايش، والمحبة، والجمال... البحر هو الآخر، هو التثاقف، هو السلم والسلام، هو الخفة والانتعاش، بمعنى هو الحياة...
سيأتي الدنس، سيأتي العدم، عندما لا يكون هناك بحر، عندما لا يكون هناك حورية...
فكيف تشوفوووووووووا؟
ولا أدري ما هي المعايير التي استندوا إليها في الحكم: "الفاحشة تأتي من البحر"، لماذا، مثلاً، لا تأتي من الصحراء، حتى لو كانت مهبط الديانات السماوية، وموطن الكعبة المشرفة والمدينة المنورة. ثم أي حق يستندون إليه ليبدأوا بحملات التفتيش والتقتيل اليومي الفاضح الذي نسمع دويه في مدن البحر الحديدة، وعدن، وكل المدن الأخرى، بل ووصلت "برخثتهم" المخلبية إلى أقاصي الريف اليمني، وإلى "حر"/ "سَفِلْ" جدتي آمنة، ليحصوا أنفاس "القراش" ونوعية الحشيش الذي تأكله، ونوعية المسقى الذين تشرب منه، وعلى أي جنب تنام، وفي أي حيد تختبئ، ومخارج أصوات ثغائها، وأيهما أكثر عورة: بعاااااع، أم ماااااااااااء؟!
التفتيش في سجلات دعاة "الفضيلة"، سجل فاضح بكل ما تعنيه الكلمة، هكذا تحدثت الصحف، المواقع الإلكترونية.
اليمن أرضاً وإنساناً تصنع اليوم تاريخاً جديداً قديماً: إخفاقات دموية في صعدة وكل اليمن، وحروب طاحنة حتى في المدارس، والوزارات، وأماكن العمل، والمؤسسات، كل البلاد تنتفض جوعاً وعطشاً، وخوفاً من المستقبل "الفضيل" الذي تنتهي إليه اليمن، لتغطي حكومتنا الدمار الحقيقي للبلاد، "بالنحنحة" الهستيرية، بواسطة هذه الجماعات التي لها طرف وضلع في كل ما يحدث في البلاد من انفلات ودمار حقيقي، من المسجد إلى المدرسة، إلى لقمتنا وهوائنا، وغرف نومنا.
أيتها الحكومة وأجهزة الدولة، المبجلون، كلكم، افرداً وجماعات: لا تلصقوا دمار ما خلفتموه من دمار اقتصادي، سياسي، اجتماعي، ثقافي، نفسي، وتهتك للقيم الإنسانية، بانهيار الأخلاق والإتيان بالفواحش، ولأننا ابتعدنا عن كتاب الله وسنة رسوله؛ هذا الصولجان القاتل أثبتت تاريخ الشعوب كافة أنه مفلس، ويفضي إلى مزيد من الدم، والذي سنصبه نحن وأولادنا، نقتل في بعضنا، ونتجسس على بعضنا، ونأكل لحم بعضنا أحياء وأمواتاً، لأجل تسويق وهم الفضيلة/ المقصلة.
لا تستغلوا أمية وجهل المواطنين ليرددوا كالقطيع، ما يفرزه الإعلام والمساجد، والمدارس، والشارع. فالفاحشة تأتي من الفقر، والفقر هو ما يأتي بالفاحشة، الجوع، وألا أمان، الجهل والأمية والتوحش والجريمة، حتى لو استطال بنيان الجامعات والمعاهد، علمانية أم دينية، واستطالت وتوسعت وارتفعت المآذن المزخرفة، حتى لو كان هناك مليون مسجد "الصالح" داخل حارة واحدة، وحتى لو كان معنا مليون كعبة في مكة وغيرها.
الفاحشة هي ما يمارس في طول البلاد وعرضه من النهب والفساد، وفساد السلطة والقضاء، وفساد القائمين على المسجد والمدرسة.
الفاحشة تأتي من التهام المتنفسات والحدائق، من الجولات، وجموع الجائعين من مختلف الأعمار والأجناس من يمسحون السيارات، و"يشحتون"، ويبيعون الهواء أجسادهم العارية.
الفاحشة لا تأتي من البحر يا جني! ويا علماء "الفضيلة والنهي عن المنكر"! ويا أمن! ويا ضباط! ويا حجري! ويا محافظ الحديدة! ويا محافظ عدن!
المنكر والفاحشة هو عدم وجود المسرح، والسينما، والغناء والرقص، والمهجل، وكرنفالات الفرح في الحدائق والشوارع.
المنكر والفاحشة أن تحولوا حياتنا البائسة فقراً وجوعاً وأمية، إلى عورات، كل عورة أكبر من أختها، وكل خطيئة أخطر وأفتك من الأخرى، وبدلاً من أن نخرج من قماقمنا نجلس داخل قماقم العورات المتضخمة السادية المتوحشة.
وأنا أقرأ وأتابع حملات التفتيش داخل الأجساد والأوردة، وضربات القلب، من قبل حراس وعسس الأوردة والمسامات والخلايا، خصوصاً الأنثوية، كانت الحملات على أشدها من قبل عام والحملة الأشرس في مدينتي عدن والحديدة، فيقولون إن البحر يأتي بالمفاسد والرذائل، ولذا ساطوا النساء لاقتيادهن وقذفهن في غياهب السجون، ويجب أن يبرزن عقود الزوجية، وأن يُعرف بعض المعارف بأن الذي تمشي معه من المحارم، لقطوا كثيرا من الفتيات والشباب من السواحل، وقالوا إنهم كانوا يقومون بعمل فاضح. ولم ندر منذ متى كان البحر فاضحاً، وهو يكتم كل الانتهاكات ضده، يصبر على تقطيع أوصاله من قبل تلك الجماعات اللصوصية، ينتهك بأسماكه وبمياهه، بشعبه المرجانية، بكل كائناته وتفاصيله! منذ متى كان البحر يجلب الفضائح، وأنتم تلتهمونه في وضح النهار أمام الله والناس، أجرتموه، وامتصصتم كل ما منحه الله من ثرواته، حتى أصبحنا بلا بحر، سوى بحر الدمار والخراب، فمن هو الجالب للفضائح يا جني!؟
الغريب أن الأستاذ الحجري الذي كان أبوه من المسؤولين الكبار لدى صاحب الدعوة الأولى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أواخر أيام الإمام في القرن المنصرم، جاء ليواصل مجد أبيه (الفاضل) بعد أن حول مدينة تعز ونسائها اللواتي كن الأكثر إشراقاً وتنوراً، إلى متسولات. وتتذكر أيها المحافظ، وجوه مدينتها: أمة العليم السوسوة، وجميلة علي رجاء، ومنى علي، وسعاد القدسي، وفاطمة أبو بكر، نورية، وأمة الرزاق حُمد، فتحية، وأروى بهران، وأمل الباشا، وسعاد العبسي، ورحمة حجيرة... وكل الناشطات والأديبات والفنانات، وحولتهن إلى "جواني" فحم يحركها الخوف متدثرات بالآخرة. كذلك مدارس تعز حولتها إلى معاقل التخصيب الإرهابي. فبالله عليك! ماذا ورثت من والدك، وكيف تواصل مسيرة التراث والتاريخ الأسود في مدينة إب الآن.
ألا يكفيك أيها الجني وآباء "الفضيلة" القادمة من بطون الخراب أن ماء البحر لا يلمس أجساد النساء، وأنه لو نزلت بناتنا ونساؤنا البحر ينزلن بترسانة الفضيلة من الشرشف والنقاب، وأكياس اليد، "جوانتي أسود"، والعقل والروح، لتشوى أجسادهن بالحر والملوحة، وقبلها الشواء الحقيقي "فضيلتكم"، فماذا يريدون بعد؟!
قيل إن الأستاذ داود الجني هو وبعض من ميليشاته، من يتزعم الفتك بحوريات البحار حتى لو كن منقبات، وأنه الراصد لمد وجزر البحر، يفتش في بطون الأسماك عن المنكرات والرذائل، وهم الآن يغوصون في بحار عدن والحديدة، ليضعوا مراسيم وصكوك عدم اختلاط، ما تبقى من الأسماك الخائفة، ذكوراً وإناثاً، حتى الجمبري يقشعون بيوضه في إقامته الجبرية، وأبو مقص، والشعب المرجانية، والشروخ، شرخوها، ودمروها بالديناميت لاختلاطها ببعضها بلا حياء ولا حجاب، بل لقد رأوا "مرجان ومرجانة" قبض عليهما، وهما يتجولان في أعماق البحر، أبرزوا كروت العشق والمحبة. ولأنهم كذلك قضي عليهم، وأكثر قضي على "مرجانة" لأنها هي أداة الفسق والفجور، وهي التي أغرت "مرجان" بالتجوال.
ثقافة البشرية الأولى يا جني تعرف أن الجن كانوا رفاق الإنس، وكيف كان البحر مكانا للتآلف بين الكائنات وحوريات. عرف آباؤنا وأجدادنا آلاف الحكايات والخرافات التي من شدة تداولها صُدقت، وأصبحت كأنها حكايات واقعية، عن البحر، وأساطير البحر تشي بالأُنس والارتباط الروحي بين الإنس والجن، وكيف سجلت أدبيات العشق الملتهبة بين الجنيات والبحارة الإنس، وحوريات البحر، وعن الصداقات والعهود والوفاء بين تلك الكائنات! وكيف كانت الأغاني والموسيقى والرقص والشعر بين هذه الكائنات أداة التآلف والمحبة!
فكيف يقول الجني بعكس ذلك، وهل هو من الجن الأشرار، عندما قال إن البحر يأتي بالفاحشة. ارجع إلى ذاكرة والدك وجدك، ياجني، سيقول لك من هو البحر، وكيف صاغ التاريخ الاجتماعي والاقتصادي وهم في بلاد "الغدرة" جميعهم مروا من البحر.
ثقافة البحر ليست الجحيم، كما أنه ليس بالشيطان، البحر يأتي بالتنوع والاختلاف، البحر يأتي بالتسامح والتعايش، والمحبة، والجمال... البحر هو الآخر، هو التثاقف، هو السلم والسلام، هو الخفة والانتعاش، بمعنى هو الحياة...
سيأتي الدنس، سيأتي العدم، عندما لا يكون هناك بحر، عندما لا يكون هناك حورية...
فكيف تشوفوووووووووا؟
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)