لم يكلف صحفي واحد نفسه تغطية عودة جاك اديما لولاية كارولينا الشمالية ولم يكلف مصور واحد نفسه عبء الضغط على زر لالتقاط صورة , مع العلم ان هذا الرجل كان الوجه الاكثر حضورا في الاعلام لعامين منذ التفت الى زوجته بعد ان شاهد على الشاشة برجي التجارة ينهاران على اساساتهما في نيويورك قائلا (أمريكا بحاجة الي ولن اتردد أو أتأخر) .. فمن هو هذا الجاك اديما
ولد عام 1957 , وقرر الالتحاق بالجيش عندما بلغ السن القانوني , بعد انهيار المنظومة الاشتراكية كلف بمهمة في ليثوانيا , زعم انه التقى هناك بعناصر من الكي جي بي وانهم ابلغوه ان المخابرات السوفيتية زودت منظمات ارهابية باسلحة نووية , وكان ذلك اول ظهور اعلامي له اذ استدعاه البنتاغون للمساءلة , بعد الاجتماع قابله شخصان من السي اي اي والاف بي اي وشكراه على شجاعته , وطلبا منه قائمة بالمصادر والاسماء لمتابعة الامر , وكان رد اديما انه اعطى ضمانات للمصدر بعدم التعاون مع الدائرتين وانه سيتعاون مع وزير الدفاع او الرئيس فقط , القيا القبض عليه بتهمة التدليس , ومع ان العقوبة على التهمة لا تتجاوز الستة شهور فقد تم نقله من سجن لآخر لست سنوات
اثناء الاستراحة عرض التلفزيون موجز انباء جاء فيه انه تم اعتقال احد الذين قابلوه تاركين التفاصيل لاخبار الحادية عشرة , فرفض اديما العودة لزنزانته بعد انتهاء الاستراحة مما اضطر الحارس لاستدعاء اسناد واعلام ادارة السجن وانتهى الامر الى السماح له ليشاهد الاثنين روبرت فيليب هانسن و الدريش ايمس يحكم عليهما بالسجن مدى الحياة بتهمة التجسس
اطلق سراح اديما وعرض برنامج تلفزيوني شهير هذه القصة دون ذكر اسمه (لملفه الغير نظيف قانونيا) تاركا المشاهد معلقا بين ضعف الاف بي اي والسي اي اي من ناحية , ومحتارا بمصير الترسانة النووية السوفيتية , في خطين يتقاطعان في شخص اديما السوبرمان “الاعلامي” المنتظر
التحق اديما الخارج للتو من السجن بالاعصار المتوجه لافغانستان كمستشار مدني لقوات تحالف الشمال الافغانية , ولحقته الكاميرا اينما حل فهو المواطن الامريكي العادي في مركز الحدث , فها هو يحقق عبر مترجم مع العشرات من قوات الطالبان المقبوض عليهم وفق الاصول لا بل يتفهم قساوة الحياة ودورها في فرض خيارات سلبية على الفرد و (هذه التحقيقات المسجلة بالصوت والصورة كفيلة بدحض ما اسس له الاعلام الصهيوني في ذهن المشاهد العالمي حول الاستشهاد , اذا يظهر الاستشهاديون كاناس دفعهم الظلم الى الحائط الاخير وليسوا كائنات غريزية بلهاء في طريقها للتمتع بسلة فاكهة وسبعين من العذارى)
http://www.youtube.com/watch?v=9ZQ9VAklSK8
وها هو يساعد في علاج الجرحى المدنيين ويداعب الاطفال ويجمع الخيوط للايقاع ببن لادن لتقديمه للعدالة , فهو ربما الامريكي الوحيد الذي شوهد الى جانب جنرال تحالف الشمال هزرات علي على سفح طورا بورا في طريقهم لتفتيش الكهوف واحدا تلو الآخر لالقاء القبض على المطلوبين للعدالة
الرجل اصبح بطلا شعبيا بكل معنى الكلمة واحتل كتابه (في الطريق للقبض على بن لادن) قائمة الكتب الاكثر مبيعا لعدة شهور واصبح ضيفا دائما على الشاشة في كل بيت , ولكن هنالك ناحيتين هو نفسه مؤمن بهما ايمانا مطلقا , الاولى ان الاطنان من الفيديوهات التي كانت تنتهي اليه بعد العثور عليها في البيوت المدمرة والمهجورة ما هي الا دليل على شغف الافغان بتصوير جوانب من حياتهم كالامريكان وان اختلفت الاهتمامات والهوايات! , فقد سبق له شخصيا ان رفع قضية على المخرج الشهير ستيفن سبيلبيرغ متهما اياه بسرقة بعص افكاره وشذرات من سيرة حياته في احد افلامه , فعندما قابلته “فوكس نيوز” اثر موجة من الشكوك اثيرت حول نشرها لاحد هذه الفيديوهات كان طبيعيا وواثقا في الدفاع عن واقعية وموضوعية الفيديو الذي يعرض تدريبات لعملية اختطاف واخذ رهائن مكون من ثلاث سيناريوهات (ثلاثة مقنعين يحملون بنادق امريكية حديثة وقنابل يدوية يقتحمون مدرسة مبنية من الطوب “البيوت الافغانية طينية” ثم تنتقل الكاميرا لنشاهد اثنين آخرين يقفزان للداخل من شباكين ويقفان بانتظار الاوامر من جهاز الاتصال , ثم تنتقل الكاميرا لنشاهد اثنين آخرين جالسين في الكافتيرا ويتحادثان باللغة العربية , تعود الكاميرا للمجموعة الاولى فيوجه احدهم بالانجليزية عبر جهاز الاتصال الامر “تحرك” ويستمر الحوار بالانجليزية الى النهاية , تدور الكاميرا فنشاهد آذن المدرسة يلقي بالمكنسة ويسحب بندقية مخبأة في جلبابه , تدخل كافة المجموعات صف دراسي ويطلبون من التلاميذ رفع ايديهم والجلوس على ركبهم ووجههم للحائط في حين يأمروا بضعة آباء وامهات والعديد من المدرسين برفع ايديهم , يطلبون من احد الآباء مغادرة المكان وحيدا فيتردد ويجبروه على ذلك , ثم يظهر عمل كامرتين بعد ذلك , اذا يأخذ احد المنفذين طفل ويصعد به الى سطح البناية كدرع بشري , وفي نفس الوقت يقوم الآخرين بتجميع الرهائن في زاوية الحجرة)
الناحية الاخري هي معلومات جاك اديما في مجال الاسلحة النووية , فالرجل منذ زيارة ليثوانيا يكرر ان الروس طوروا مادة نووية اسمها بالروسية “صدام” وهي كفيلة بقتل مئآت الالاف اذا القيت من على بناية عالية
اول بروز للخطر النووي ترافق مع فضيحة “انرون” المالية وبروز نائب الرئيس ديك شيني كمتورط محتمل , وكان في ذلك طرافة اكثر مما يثير الخوف والهزع , ففي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من فبراير 2002 نشر على الصفحة الاولى من النيويورك تايمز ما يلي (لا يوجد دليل على امتلاك بن لادن لاسلحة نووية , ولكن يوجد دليل على تعرض القاعدة لعملية احتيال كلفتها الكثير من الاموال , فقد وجد بين مخلفاتها براميل مرسوم عليها علامة الخطر (جمجمة وعظمتين) مليئة باسفلت مغلف بمادة مشعة من مخلفات صناعة الأدوية) , ولكن العديد من المحطات التي نقلت هذا الخبر ربطته بآراء اديما , فالعثور على هذه المادة الزائفة لا ينفي احتمال وجود المادة “الحقيقية”
لم يمض وقت طويل حتى خفت اهتمام الادارة السياسية والاعلام ببن لادن ولكن بدأ الاعتداد لاحتلال العراق وظهر اديما مرة اخرى على الشاشة ولكن بشكل ثانوي ليقول (هنالك صلة للقاعدة بالعراق ولكن هنالك صلات بباكستان وايران) فتم دفن الرجل اعلاميا
في اغسطس 2004 نشرت صحيفة سياتل الخبر التالي (تم اعتقال ثلاثة امريكيين بتهمة احتجازهم لثمانية مواطنيين افغان في سجن خاص في كابول , ادعى جاك اديما احد المقبوض عليهم انه جندي امريكي في الحرب على الارهاب , رفض الناطق الرسمي الافغاني اعطاء تفاصيل ومنع الصحافيين من التحدث مع السكان في الجوار , ونفى الناطق العسكري الامريكي أي ارتباط لاديما بالجيش)
تطوع قضاة ومحامين افغان للدفاع عنه واصدرت المحكمة حكمها بسجنه لعشر سنوات , تشكلت لجان شعبية افغانية وامريكية للافراج عنه , وأصدر كرزاي عفو رئاسي عنه نهاية الشهر الماضي
الرجل اصبح بطلا شعبيا بكل معنى الكلمة واحتل كتابه (في الطريق للقبض على بن لادن) قائمة الكتب الاكثر مبيعا لعدة شهور واصبح ضيفا دائما على الشاشة في كل بيت , ولكن هنالك ناحيتين هو نفسه مؤمن بهما ايمانا مطلقا , الاولى ان الاطنان من الفيديوهات التي كانت تنتهي اليه بعد العثور عليها في البيوت المدمرة والمهجورة ما هي الا دليل على شغف الافغان بتصوير جوانب من حياتهم كالامريكان وان اختلفت الاهتمامات والهوايات! , فقد سبق له شخصيا ان رفع قضية على المخرج الشهير ستيفن سبيلبيرغ متهما اياه بسرقة بعص افكاره وشذرات من سيرة حياته في احد افلامه , فعندما قابلته “فوكس نيوز” اثر موجة من الشكوك اثيرت حول نشرها لاحد هذه الفيديوهات كان طبيعيا وواثقا في الدفاع عن واقعية وموضوعية الفيديو الذي يعرض تدريبات لعملية اختطاف واخذ رهائن مكون من ثلاث سيناريوهات (ثلاثة مقنعين يحملون بنادق امريكية حديثة وقنابل يدوية يقتحمون مدرسة مبنية من الطوب “البيوت الافغانية طينية” ثم تنتقل الكاميرا لنشاهد اثنين آخرين يقفزان للداخل من شباكين ويقفان بانتظار الاوامر من جهاز الاتصال , ثم تنتقل الكاميرا لنشاهد اثنين آخرين جالسين في الكافتيرا ويتحادثان باللغة العربية , تعود الكاميرا للمجموعة الاولى فيوجه احدهم بالانجليزية عبر جهاز الاتصال الامر “تحرك” ويستمر الحوار بالانجليزية الى النهاية , تدور الكاميرا فنشاهد آذن المدرسة يلقي بالمكنسة ويسحب بندقية مخبأة في جلبابه , تدخل كافة المجموعات صف دراسي ويطلبون من التلاميذ رفع ايديهم والجلوس على ركبهم ووجههم للحائط في حين يأمروا بضعة آباء وامهات والعديد من المدرسين برفع ايديهم , يطلبون من احد الآباء مغادرة المكان وحيدا فيتردد ويجبروه على ذلك , ثم يظهر عمل كامرتين بعد ذلك , اذا يأخذ احد المنفذين طفل ويصعد به الى سطح البناية كدرع بشري , وفي نفس الوقت يقوم الآخرين بتجميع الرهائن في زاوية الحجرة)
الناحية الاخري هي معلومات جاك اديما في مجال الاسلحة النووية , فالرجل منذ زيارة ليثوانيا يكرر ان الروس طوروا مادة نووية اسمها بالروسية “صدام” وهي كفيلة بقتل مئآت الالاف اذا القيت من على بناية عالية
اول بروز للخطر النووي ترافق مع فضيحة “انرون” المالية وبروز نائب الرئيس ديك شيني كمتورط محتمل , وكان في ذلك طرافة اكثر مما يثير الخوف والهزع , ففي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من فبراير 2002 نشر على الصفحة الاولى من النيويورك تايمز ما يلي (لا يوجد دليل على امتلاك بن لادن لاسلحة نووية , ولكن يوجد دليل على تعرض القاعدة لعملية احتيال كلفتها الكثير من الاموال , فقد وجد بين مخلفاتها براميل مرسوم عليها علامة الخطر (جمجمة وعظمتين) مليئة باسفلت مغلف بمادة مشعة من مخلفات صناعة الأدوية) , ولكن العديد من المحطات التي نقلت هذا الخبر ربطته بآراء اديما , فالعثور على هذه المادة الزائفة لا ينفي احتمال وجود المادة “الحقيقية”
لم يمض وقت طويل حتى خفت اهتمام الادارة السياسية والاعلام ببن لادن ولكن بدأ الاعتداد لاحتلال العراق وظهر اديما مرة اخرى على الشاشة ولكن بشكل ثانوي ليقول (هنالك صلة للقاعدة بالعراق ولكن هنالك صلات بباكستان وايران) فتم دفن الرجل اعلاميا
في اغسطس 2004 نشرت صحيفة سياتل الخبر التالي (تم اعتقال ثلاثة امريكيين بتهمة احتجازهم لثمانية مواطنيين افغان في سجن خاص في كابول , ادعى جاك اديما احد المقبوض عليهم انه جندي امريكي في الحرب على الارهاب , رفض الناطق الرسمي الافغاني اعطاء تفاصيل ومنع الصحافيين من التحدث مع السكان في الجوار , ونفى الناطق العسكري الامريكي أي ارتباط لاديما بالجيش)
تطوع قضاة ومحامين افغان للدفاع عنه واصدرت المحكمة حكمها بسجنه لعشر سنوات , تشكلت لجان شعبية افغانية وامريكية للافراج عنه , وأصدر كرزاي عفو رئاسي عنه نهاية الشهر الماضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق