بالاضافة للطرافة والمتعة يقدم العقيد معمر القذافي (ملك افريقيا) محفزات على التفكير , لاحظت مؤخرا ان اسهمه ترتفع عالميا وعربيا في سوق التداول (العولمي) .. فالافكار والكلمات وسبك الخطاب وسكبه لم تعد بالاهمية التي نعتقد , لان هذه الاهمية تتناقص باستمرار (لقيت صورة لفيلق من الجيش الكورواتي اهتماما استثنائيا في امريكا) تمحور حول "الكعب العالي" فقط , فما هي الاحتمالات العربية هنا ؟!
في خطابه الاخير في (الامم المتحدة) نجح في اثارة الاهتمام ولفت النظر (وهذا لوحده نصف الطريق : حتى المناظرة الاخيرة في الانتخابات الرئاسية الامريكية بالكاد تصل الى نصف الطريق؟!) , والنصف الثاني لم يكن سيء ابدا فردود الفعل في الغالب من نوع :
I’ve got to agree with him on one thing, however. He accuses the UN of being insubstantial, a decorative body, as opposed to an actual governing body. Amen to that The rest of it is crazy talk
عند نقطة في الخطاب يجري مكالمة هاتفية للتأكد من ان (زادوا الطين بله) قد وصلت سالمة الى فهم الحضور"الترجمة" ؟!
في حضور اعلامي آخر يجترح تعريفا للديمقراطية (الطريف هنا انه لا يعرب الكلمة اليونانية ولا يستخدمها كما هي ايضا) لنقل (يقذًفها : "بتشديد الذال" من قذافي) لتصبح (حكم الدهماء) .. وهي التعبير الاقرب لوصف الحكم(السلطة والمعارضة) في مصر الآن ؟
عندما نفكر بمصري مؤهل لهذا المنصب يحضر (حسن فتحي) , ففيه مصر والعرب والاسلام والبيئة والطبيعة والثقافة والعالم في انسجام يكاد يكون كلي , واذا لم ينتخب بالاجماع سنرفض بأباء المنصب (تاركين المنصب يخسر حسن فتحي) .. أما ان ندخل المسابقة بخطاب مصر ومكانتها وحضارتها وعظمائها و(ام الدنيا , المحروسة) , ثم (نفوز او نخسر) ونفسر ذلك بالظرف السياسي (الحالي) واسقاطاته المختلفة (ثقافة الدهماء) فاننا نصبر "بضم النون وتشديد وكسر الباء" انفسنا , فمصر (الآن) عقيمة وجافة وآيلة للأنهيار؟!
الدهماء (dhimmi) طبقة سياسية اجتماعية تشكلت أبان حكم العرب للاندلس , والطبقة الحاكمة كانت (Convivencia) وتعني (المتعايشين : الوجود المشترك) وبالانجليزية (the Coexistence) فالغالبية "مسلمين , مسيحيين , يهود" وجدت مصلحة بالتعايش المشترك , والاقلية (الدهماء) كان لها رأي آخر (وكل طرف له هدف مشروع بالسلطة)
تابعت هذا الترشيح من البداية الى النهاية , وهو حقيقة لم يخرج من مصر الا لبعض النتوءآت العربية , فالخبر في الاعلام العالمي خسارة الوزير المصري وتداعياته المحلية والمحيطة ولا نعرف عن الفائز سوى اسمها وموطنها (ولا شيء بالمطلق عن المنصب والتعريف به ومسار عملية الانتخاب) .. ومواقف الوزير ومؤيديه ومعارضية على تباين مواقفهم ما هي الا مسايرة لحكم (الدهماء) القائم سواء كانت (اسلامية , وطنية , متعلقة باسرائيل , تنويرية , او سياسية) فكل طرف مهاجر الى ما هاجر اليه ضاربا (بالتعايش) عرض الحائط (الغير مفكر به).. صدام حسين منح جائزة تقديرية رفيعة في هذا المجال , ومن الاحياء وزير الدفاع ثم المالية في حكومة ما بعد الحرب في العراق (علي العلوي) له حظ (شبه محسوم) بالفوز لو ترشح؟!
الديمقراطية اقل اشكال الحكم سوءا (وهي تغطي اقل من نصف عالمنا) , (شرعية المبادرة) اقصر الطرق وانجعها , عبدالناصر وصل للحكم (رأينا فيه مهما كانت خلفيته لا قيمة له , الرجل امسك بزمام السلطة) .. ثم جاء (السادات) وبادر باخراج مصر من محاور الحرب الباردة (حرب اكتوبر) وكسر تابو محور آخر (الصراع العربي الاسرائيلي) وحاول وضع مصر على خارطة العالم (الانفتاح السياسي والاقتصادي) "نحن لا نملك العالم او حصة كبيرة فيه لنفرض رؤيتنا" .. هنا تحركت الدهماء وكهربت الشارع (سواء الاسلاميين او الاقباط ... الى احمد فؤاد نجم) وحاصرته وقتلته ورقصت "وما زالت ترقص" على جثته.. ما يميز حكم (مبارك) الحذر ومسايرة الدهماء والموازنة بينها , لا اكثر ولا أقل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق