(Martin Ling) في كتابه (MUHAMMAD) يصل الى نفس النتائج فيما يتعلق بسيرة السيدة خديجة (رض) التي وصلت اليها (كافة الدراسات الاكاديمية الغربية) والتي تشير الى علاقة عمل تجاري ناجح وزواج ادى الى ازدهار هذه التجارة , مكن محمد (ص) من التفرغ لوقت اطول للتأمل والتفكير .. يمكن ان نقف هنا ونقول لأبناءنا وطلبة الصف الدراسي : ان الصدق والامانة وحسن الخلق مؤهلات اساسية للحصول على وظيفة مرموقة , والزواج وحدة وشراكة واستقرار , والاستقرار يوفر فسحة للتأمل والابداع , الاكتشاف والاختراع , الخدمة العامة والعطاء .. وفوق كل ذلك الخلود وصناعة التاريخ ببناء العالم من حولك كما تحلم وتتخيل (اما التفاصيل فاسرار عائلية لا يليق الغوص بها)
أهمية (Martin Ling) في انه مدير قسم المخطوطات الشرقية في المتحف البريطاني واستاذ مدرس في (Oxford) وعلى اطلاع واتقان متميز للغة العربية حيث درس (شكسبير) لاثنى عشر عاما في (جامعة القاهرة) .. واهمية الكتاب انه اعتمد على المصادر العربية للقرنين السابع والثامن الميلاديين فقط , والكتاب مرجع رئيس في حوار الاديان ومصدر معرفي جديد بالاسلام لدى القارىء الغربي (والامريكي بالذات حيث طبع اكثر من مرة)
الكتاب لا يضيف جديد لصورة السيدة (خديجة) ولكن الرواية تنطوي على اكتشاف يعطي الشخصية تقديرا اسمى وحميمية اقوى دون ان ينفي البعد "القدسي" الذي تثير علمنته حساسية لدى البعض (فهو يورد مثلا رواية نزول الوحي بحضور خديجة ذات مرة وان الرسول (ص) ابلغها ان الله تعالى يقرأها السلام وانها ردت بالمثل) .. فيما يلي اقتباسين (ترجمة واختصار) اتركها للقارىء لأستخلاص الدروس والعبر (التعليم) علما ان احدهما (على علاقة موازية وغير مباشرة بخديجة) للتفكير في مكانة المرأة في المجتمعات الراهنة مقارنة بالتراث الاسلامي الذي ما زال حيا في الاقتباس الثاني :
1) الأوس والخزرج سلالتين من قبيلة (قالح) , احدى نساء الخزرج المتنفذات (سلمى بنت عمر ابن النجار) خطب ودها هاشم فوافقت على الزواج بشرط ان تحتفظ لنفسها باملاكها وتجارتها , كان هاشم يقيم عندها في طريقه التجارية ذهابا وايابا لبلاد الشام, وولدت له ابنا (شيبه) الذي بقي في رعايتها (كان هاشم يفضل نقاء صحراء مكة على واحة يثرب) وبقي الامر على هذا الحال الى ان وافته المنية في غزة .. كان لهاشم شقيقين (المطلب و عبد شمس) واخ غير شقيق (نوفل) .. كان عبد شمس ونوفل منشغلين بالتجارة ايضا , اما المطلب فتولى اطعام وسقاية الحجيج .. كبر شيبه في يثرب وشهد له الجميع بحسن القيادة والجاه ووصلت اخباره مكة .. فذهب المطلب ليثرب وطلب منه القدوم لمكة , فرفضت امه وأطاعها ابنها , فأوضح المطلب لها الامر على النحو التالي (لمكة فضائلها وليثرب فضائلها , وقريش اكرم قبائل مكة وارفعها شأنا ولها شرف الوصاية على الكعبة التي يحج اليها اهل الجزيرة , ونسب شيبه يؤهله لوراثة هذا الشرف , ولكن لن يقبل عرب مكة وقبائلها بغريب عنهم يتزعمهم , فالمسألة تتطلب معرفتهم والتواصل والتعايش معهم) فاقتنعت سلمى ووافقت , وعندما وصل المطلب مشارف مكة شاع خبر قدومه ومعه (عبد) ومن هنا اصبح شيبه يسمى (عبد المطلب)
2) خديجة بنت خويلد من سلالة أسد وابنة عم ورقه (مسيحي) ويتصل نسبها بكل من هاشم وقبيلة (قالح) .. سمعت بمحمد (ص) وصدقه وامانته ونجاحاته في التجارة , فاستدعته وعرضت عليه ضعف ما تعطي المتاجرين بأموالها .. عندما رجع محمد من احدى سفراته الى بلاد الشام قدم لها جرد حساب بالرحلة وتفاصيلها ولكن المرأة كانت تفكر بالمتحدث اكثر من الحديث .. وبعد ان غادر اخبرت صديقة لها بالأمر (نويفزة) .. عندما التقت نويفزة بمحمد (ص) سالته : لماذا لا تتزوج , فاجاب : ليس لي فكر فيه , فقالت : واذا كانت ذات عز وجاه , وجمال وغنى , وخلق وسمعة حسنه .... اختارت خديجة عمها (عمر بن اسد) وكيلا , واختار محمد (ص) عمه حمزة .. وكان مهرها عشرين ناقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق