فرنسا تتعفن .. ارسلت "هنري برنارد ليفي" ليصول ويجول في امريكا , ليضعها في كتاب , وبعد اربعة شهور تمخض الجبل ليلد فأرا "باجماع القراء والنقاد" .. فالبوردو أصبح له مذاق الخل , و"الروسينانس" لا تغري اي شاب لاصطحابها الى "البرام" , ولا عجب ان ابناء فرنسا "الاصليين" فرنسوا "الراب" ليرتادوا موجة التعبير الموسيقي لحركة العصر .. وعلى طاولة البليارد في "البار" أسقط (طارق رمضان) كرات اللعبة الثمانية في الحفر الستة للطاولة ( Bernard-Henri Lévy, Alain Finkielkraut,Gilles Kepel, Bernard Kouchner,Caroline Fourest, André Glucksmann, Nicolas Sarkozy and Pierre-André Taguieff) ليس لانه خير من ركب مطية اللعبة , ولكن لأن (فرنسا تتعفن)
من الطبيعي ان يصبح (بيت الحكمة) اسطورة اذا كان المرجع مخطوطة "منتقاة" من المتحف الفرنسي (ربما واحدة مما لا يحصى من المخطوطات التي استولى عليها "فيلق" المستشرقين المشارك في حملة نابليون) .. ولكن لو تصفح (فيليب فال) احدث طبعة لخارطة القمر لوجد الفوهات البركانية (التي هي بمثابة المدن اذا قارناها بخريطة الارض : على سبيل التقريب) قد سميت (ابوالوفاء البوزجاني , ابوالفداء , البكري , البيروني , الخوارزمي , المراكشي , البتاني , الفرغاني , الحسن بن الهيثم , البطروجي , الزرقالة , ابن سينا , الصوفي , جابر بن الافلح , ابن بطوطة , ابن فرناس , ابن يونس , ابن رشد , ما شاء الله البصري , نصر الدين الطوسي , عمر الخيام , ثابت بن قرة) وعلى قمة هؤلاء (المأمون) الذي جعل بغداد مركز العالم لقرون تلت .
المقالة اعلاه صيغت وسبكت في اطار صارم للمدرسة التراثية في "الاستشراق" وهي اشد مدارس الاستشراق عنصرية والتي تقوم - كما بنية المقال - على فرضية سابقة ثم اتباع مسار انتقائي لتدعيمها : لتقويض هذه البنية وتبيان فسادها ساستعمل ادوات (ميشيل فوكو : احد أواخر الرجال المحترمين في الفلسفة الفرنسية المعاصرة) في التاريخ المنفصل , يزعم (فيليپ فال) ان : ((بدلاً من أن يحتفظوا بهذه المخطوطات "السريانية, اليونانيةَ" كانوا يمحون المكتوب عليها بالحك لكي يكتبوا عليها شيئًا آخر)) دون مرجع سوى ان (هذا المتخيل) ينسجم مع منحاه (هامشية الفلسفة الاسلامية؟!)
كتاب (The Structure of Scientific Theories : Frederick Suppe :1977) اعتبر في حينة ولحد الآن فتحا في مجال البحث العلمي وذلك بربط تقدم النظرية العلمية والفلسفية بالظروف المحيطة , فكما مجال نقدنا للمقال اعلاه (لا يمكن اهمال ظرف المعرفة الفرنسية الحالي) وفي معالجتنا لأطروحة المقال (لا يمكن اهمال الظرف "التاريخ المنفصل" الذي انتجت فيه هذه الاعمال)
عندما انتهى الحكم الى (المأمون) كان الفتح الاسلامي قد توقف منذ قرن والاقاليم تشهد استقرارا , وبغداد (هارون الرشيد) كانت قائمة ومزدهرة .. فكان لدى (المأمون) ما كان لدى قيصر والاسكندر وملوك فارس وما كان يشغله (راجع "المعرفة والسلطة" لفوكو) هو اقامة مدينة المستقبل للتمايز الممكن جدا بما لديه , مدينة (الايمان) ولذلك اصبح ابوجعفر عبدالله (المأمون)
سواء كانت "اسطورة" ام واقع مختلف "مؤسطر" فالجوهر واحد فيما وصل الينا عن (المأمون) ومن ذلك انه عندما هزم احد قواد الجيش الفارسي في المنازلة وفق تقاليد ادارة المعركة آنذاك طلب منه (كتاب) مقابل الغنائم التي اصبحت مستحقة له , وقصة حلمه بارسطو مثبتة في اكثر من مصدر وملخصها حين يسأله المأمون ايهما أصح "السببية ام الوحي" .. فيجيب باللاتعارض : لتجد الوحي الصحيح يجب ان تختار سبب , فالسبب باب الوحي .. ويواصل المأمون : هنالك من يرى ان الوحي لا يتأتى من العقل الانساني الفاسد بل من القلب الايماني الصافي؟ .. فيجيب : ارفق بهم واعذرهم حتى يروا النتائج)
مفهوم (العلم والعقل) : علاقة المعرفة بالسببية والذكاء والحكمة نجده في الكتابات العربية الاسلامية في القرنين السادس والسابع الميلاديين (سابق لعصر الترجمة والتعريب : دخول المؤثر اليوناني "الاغريقي" والسرياني "الصابئة" , والهلينية "بيزنطة) وذلك لوجوده على نحو ساطع الوضوح في (القرآن) .. سيفتح المأمون الباب (العولمة) على مصراعية , وفي حين نجد المذهب الحنفي "الاكثر تساهلا" يرتقي ليصبح الاطار العام للدولة واهلها (مسجد الامام ابو حنيفه : بغداد) , سيبرز المعتزلة كمسار فكري فلسفي اقرب الى حلم وطموح الحاكم واحمد بن حنبل كأتجاه محافظ , وستصبح مسألة (خلق القرآن) المحور الاساس لهذا الجدل "الديالكتيك" , واول مرة تصبح كلمة (محنة) مصطلح (فلسفة) عندما ترتبط بابن حنبل (محنة احمد بن حنبل) .. فعندما شعر الحاكم (المعرفة والسلطة) ان الاستقطاب بدأ يهدد الحركة الصاعدة أمر بان يمتحن (تتم مساءلة اطروحاته في اطار نجاعتها وخطرها على السياق العام) احمد بن حنبل (مدرسة).. وما يعنينا هنا انه اقيمت جامعتي (النظامية والمستنصرية) كنتيجة بسكن داخلي ورعاية صحية "تأمين".. وان صناعة الكتب انتقلت من النخبة (الاستيراد من الصين) - لاحظ ما يورده كاتب المقال "بخصوص المخطوطات" في القرن الميلادي الثالث : (قد حُفِظَتْ في الواقع مدفونةً تحت تَلْعة طوال زهاء قرن، بين أواسط القرن الثالث والنصف الأول من القرن الثاني قبل الميلاد، وذلك اجتنابًا لمصادرتها. فالأسرة التي ورثتْها والتي لم تستفد منها البتة، اللهم إلا الحَجْر عليها، أرادت من ذلك بالفعل الحيلولة بينها وبين أسرة پرغامون (حاضرة توجد أطلالها اليوم في منطقة إزمير في تركيا) المَلَكية التي كانت تسعى آنذاك في اقتناء مكتبة) - فالمصادر التاريخية تورد انه في عصر (المأمون) اصبح في بغداد (36) مكتبة عامة و اكثر من (100) دار لبيع الكتب .. وبلغة ذلك العصر يذكر ان لدى هذه الدار او تلك حمولة (400) جمل من الكتب , وفي هذا العصر وجدت (الف ليلة وليلة) كمثال ما زال حيا وفاعلا لعولمة المعرفة , ووجد (ابو نواس) لما كان في المدينة من انفتاح وحيوية
اطروحة المصادر الاغريقية (اليونانية) وتأثير تراث الاعراق الاخرى كمصدر"أساس" للفلسفة الاسلامية (على فساده) له حضور وديناميكية ما زالت قائمة وفاعلة ومهيمنة , والاتجاه الحديث (New Perspective) ما زال في اول الطريق لمقارعة هذا (الفساد) المتراكم ولكنه مسلح بأصالة وانفتاح المعرفة فالجدل الاسلامي لم يتأسس على الارثودكسية والعقل : فالمرجعية العلمية هنا دينية (Theological) وغير علمانية (Secular) .. فلا نجد مرجعية بطريركية لهذا الجدل حتى نهاية القرن العاشر حيث استقر الجدل الى (سنة وشيعة) .. والحاصل هنا غياب عام للتاريخ المنفصل في الخطاب العربي فيتم التواطؤ بازاحة هذا التشكيل الجديد (نهاية القرن العاشر) اربعة قرون للوراء لصالح (التاريخ المتصل) المهيمن عربيا وعالميا ؟! .. فلا استبعد ان الكاتب السوري (د. محمد عبد الرحمن يونس) قد كان احد الحضور في هذه الندوة "التوجيهية , التعبوية" باحراقه (الف ليلة وليلة) مرة اخرى بكتابه (الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اريد ان اعرف من هو فيليب فال و اصوله و ديانته ان امكن
ردحذف